mercredi 13 juillet 2011

تقويم واقع الأنشطة الطلابية وتطويرها باستخدام وسائل وتقنيات التعليم

تقويم واقع الأنشطة الطلابية وتطويرها باستخدام وسائل وتقنيات التعليم
المستخلص :
      هدفت الدراسة إلى التعرف على واقع الأنشطة الطلابية وتطويرها باستخدام وسائل وتقنيات التعليم, من خلال التوصل إلى الواقع الفعلي للأنشطة الطلابية (الصفية / اللاصفية) في البيئة الجامعية الحالية, ومعرفة المعوقات التي تحول دون إقامة مثل هذه الأنشطة ومشاركة الطالبات فيها. ومعرفة التأثير المتوقع لوسائل وتقنيات التعليم على ممارسة الطالبات للأنشطة الجامعية والتي تجعل البيئة الجامعية جاذبة لهن.
      واستخدم المنهج الوصفي التحليلي، وتمثلت أداة الدراسة في استبيان مفتوح الطرف مكون من ثلاث محاور رئيسة وهي: الواقع الفعلي للأنشطة الطلابية (الصفية / اللاصفية) في البيئة الجامعية الحالية، معوقات إقامة الأنشطة ومشاركة الطالبات فيها، التأثير المتوقع لوسائل وتقنيات التعليم على ممارسة الطالبات للأنشطة الجامعية والتي تجعل البيئة الجامعية جاذبة لهن.
      وتكونت عينة الدراسة من فئتين: الفئة الأولى (230) طالبة من طالبات كليات البنات بجامعة طيبة من مختلف التخصصات العلمية والأدبية ومختلف المراحل الدراسية. والفئة الثانية (23) عضواً من الإدارة العليا للأنشطة الطلابية بجامعة طيبة والقائمات على الأنشطة في الكليات المختلفة.
توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج أهمها:
·      أن نسبة الطالبات غير المشاركات في الأنشطة الطلابية عالية جداً (85%)، كما أن واقع مشاركة الطالبات في الأنشطة الطلابية ضعيف بصفة عامة.
·      أن أبرز معوقات إقامة الأنشطة من وجهة نظر الطالبات هي ضعف عوامل الجذب في الأنشطة، روتينية الأنشطة وعدم تنوعها، عدم وجود أماكن مخصصة لنمارس فيها الأنشطة في الجامعة، عدم وجود دليل بالأنشطة وأهدافها في الجامعة، عدم وجود محفزات لتشجيع الطالبات على الاشتراك في الأنشطة، يغلب على الأنشطة الموجهة للطالبات الطابع الوعظي.
·      أن غالبية القائمات على الأنشطة يرون أن أكثر معوقات النشاط الطلابي هي عدم مراعاة النصاب التدريسي عند قيامهن بالإشراف على الأنشطة، قلة توفر الاحتياجات من الخامات والأدوات الأساسية لتنوع الأنشطة، عدم توفر ورش عمل مجهزة وخاصة بالأنشطة الجامعية، قلة الوقت المتاح لممارسة الأنشطة غير الصفية، قلة الكوادر المدربة من مشرفات النشاط، عدم توفر الأجهزة التقنية والتي تلعب دورا مهماً في الأنشطة.
·      أن استخدام وسائل وتقنيات التعليم له تأثير كبير في جذب الطالبات لممارسة الأنشطة الطلابية وتعمل على تنوع الأنشطة مما يجعل بيئة التعليم الجامعية جاذبة للطالبات.
الكلمات المفتاحية: الأنشطة الطلابية، استخدام وسائل وتقنيات التعليم
مقدمة:
تمثل الأنشطة الطلابية جانباً هاماً من المجالات التي تحظى باهتمام كبير في التعليم الجامعي, وذلك للدور الكبير الذي تلعبه في تكوين شخصية الطالب وتنميتها من مختلف جوانبها العقلية والنفسية والاجتماعية, حيث أن هذه الأنشطة تعمل على كسر الحواجز والعلاقات التقليدية بين الأستاذ والطلاب في القاعات الدراسية وذلك من خلال المواقف المتنوعة التي يشارك فيها الطالب من خلال هذه الأنشطة والتي تعمل بالتالي على تنمية مهاراته وقدراته ومقاومة المشكلات التي تواجه.
      والنشاط ليس مادة دراسية منفصلة عن المواد الدراسية الأخرى بل إنه يتخلل كل المواد الدراسية, ويعتبر جزء مهم من المنهج بمعناه الواسع الذي يترادف فيه مفهوم المنهج والحياة الدراسية لتحقيق النمو الشامل المتكامل والتربية المتوازنة, كما أن النشاط اللاصفي الموجه مجال تربوي هام لا تقل أهميته بحال من الأحول عن المقررات الدراسية, إذ عن طريق النشاط خارج القاعات الدراسية يستطيع الطلاب أن يعبروا عن هواياتهم ويشبعوا حاجاتهم, وعن طريق النشاط اللاصفي يستطيع الطلاب أيضاً اكتساب خبرات ومواقف تعليمية يصعب تعلمها داخل القاعات الدراسية. (شحاته, 1994) (الحقيل,1996: 287)
      والطلاب الذين يشاركون في النشاط الطلابي يتمتعون بنسبة ذكاء مرتفعة, كما أنهم إيجابيون بالنسبة لزملائهم وأساتذتهم, ويتمتع الطلاب المشاركون في النشاط الطلابي بروح القيادة, والثبات الانفعالي والقدرة على التفاعل مع الآخرين, ويمتلكون القدرة على اتخاذ القرار والمثابرة عند القيام بأعمالهم. ( شحاته, 1994: 11)
      وقد بينت كثير من الدراسات العربية والأجنبية أهمية الأنشطة الطلابية منها دراسة (سالم, 2002) حيث توصلت إلى تفوق الطلاب المشتركين في الأنشطة الطلابية في الإنجاز الأكاديمي, كما بينت دراسة ( الخراشي, 2004) أن الأنشطة الطلابية لها تأثير كبير في عملية إكساب وتنمية المسؤولية الاجتماعية للطلاب كجانب أساسي في بناء شخصياتهم, وتوصلت دراسة (العيسري والجابري, 2004) إلى أن الطلاب يحصلون من خلال ممارسة الأنشطة احترام المعلمين وإدارة المدرسة وتقديرهم, وتزودهم بمعلومات ومفاهيم وقيم وسلوكيات ترتبط بالمواد الدراسية، كما توصلت دراسة (Hurme, T; Jarvela, S. , 2005: 55-59) إلى أهمية الأنشطة الطلابية والتي يتم تشكيلها على شكل مجموعات تقوم بالأنشطة التعاونية في حل المشكلات النفسية كالانطوائية والخجل والرهاب الاجتماعي والتخاطب بين الطلاب المشاركين فيها، وكذا بينت دراسة (Fairclough, SJ.; Stratton, G. , 2006: 32) أن الأنشطة الطلابية عامة والتربية البدنية الرياضية خاصة لها تأثير كبير في رفع مستويات الوعي الصحي بين الطلاب، كما توصلت دراسة (von Aufschnaiter, C; von Aufschnaiter, S. , 2007) إلى العلاقة المطردة بين الأنشطة الطلابية و تنمية التفكير والتعلم للطلاب أثناء المشاركة في الأنشطة العلمية وخاصة تلك التي تتم في مختبرات الفيزياء والكيمياء ، و بينت دراسة (Romanov, K; Nevgi, A. ,2008: 155)  أن بيئات الأنشطة الطلابية الواقعية والافتراضية تقوم بدور فعال وأساسي في دعم وتنمية بيئة التعلم الافتراضي والتعليم الصفي ولها أثار ايجابية في تنمية شخصية ومواهب الطلاب، وكذا  تزيد الأنشطة من دافعيتهم نحو الدراسة والتحصيل والتعلم الذاتي.
      وبالرغم من الأهمية التي تحتلها الأنشطة الطلابية إلا أن المتأمل لواقعها يجد أن هناك جوانب نقص وقصور في الإعداد والتخطيط لهذه الأنشطة وقد أثبتت دراسة ( الدايل, 1995) هذا الواقع حيث توصلت نتائج هذه الدراسة إلى أن النشاطات الموجودة في دليل النشاط ليس لها وجود على أرض الواقع وأن المدارس تسجل نشاطات وهمية لتحسين صورتها أمام المسؤلين لكنها في الحقيقة لا تمارس على أرض الواقع ، وتتفق مع ذلك دراسة (Vuorela, M; Nummenmaa, L. , 2004: 430)   والتي قامت بتتبع لائحة النشاط الطلابي في التعليم على بيئة شبكة الانترنت لاكثر من جامعة وتوصلت إلى أن بعض النشاطات الموجودة في لائحة النشاط ليس لها وجود على أرض الواقع.
      وقد يكون وراء هذا الواقع وجود بعض الصعوبات والمعوقات التي تواجه هذه الأنشطة وتحول دون الاستفادة منها في البيئة الجامعية وقد توصلت بعض الدراسات للعديد من هذه المعوقات منها دراسة ( الثبيتي, 2001) والتي توصلت إلى أن من أهم المعوقات هو عدم توفر الإمكانات المادية والخامات، عدم توفر المكان المناسب والورش، قلة وعي الطلاب بأهداف النشاط، ضيـق الوقت، عدم توفر الموارد المالية المناسبة، قلـة الحوافـز, كما أضافت دراسة (ثنيان, 2000) أن من أهم الصعوبات التي تواجه الأنشطة أن فترة النشاط تكون دائما في نهاية اليوم الدراسي، وإن أداء الطالبات واشتراكهن في الأنشطة غير الصفية لا يؤخذ في الحسبان عند التقويم النهائي لتحصيلهن الدراسي, وانشغال الطالبات بالاستذكار من بداية الفصل الدراسي عن الاشتراك في برامج الأنشطة. ويلخص مركز الأنشطة الطلابية بجامعة رايدر (Student Activities Center Alterations, Rider University, Lawrenceville, New Jersey 2002) في تقريره السنوي معوقات الأنشطة إلى افتقارها لعناصر التشويق والمتعة والترفيه ، وضعف عوامل الجذب في الأنشطة، وكذا عدم ارتباط الأنشطة الصفية بالتحصيل الدراسي، كما لا توجد محفزات لتشجيع الطلاب على الاشتراك في الأنشطة.
      وتساعد وسائل وتقنيات التعليم في تخطي هذه المعوقات لما لها من أثر كبير في تطوير النظام التربوي بوجه عام والأنشطة الطلابية بشكل خاص, فهي تزيد من فعالية الأنشطة وتساعد الطلاب على تغيير سلوكياتهم إلى الأفضل وتنمية معارفهم ومهاراتهم، ولها تأثير ايجابي لزيادة ممارسة الطلاب للأنشطة الجامعية والتي تجعل البيئة الجامعية جاذبة لهم، لأنها تساعد على إظهار قيمة التنوع في الأنشطة ولا  تقتصر على فئة محددة من الطلاب الذين لديهم هواية ورغبة في ممارسة  النشاط اللاصفي، بل تساعد في إعداد الطلاب لمجتمع المستقبل الذي يتميز بالمعلوماتية.(عسقول والحولي,2001: 258-259) ، (Chang, J. , 2002:19)
مشكلة الدراسة:
بناء على نتائج وتوصيات الدراسات السابقة مثل دراسة (Romanov, K; Nevgi, A. ,2008: 155) ، ودراسة (Scharfenberg, F; Bogner, FX.; Klautke, S. , 2008: 460)، ودراسة (von Aufschnaiter, C; von Aufschnaiter, S. , 2007) ، ودراسة (Fairclough, SJ.; Stratton, G. , 2006: 32) ودراسة (Hurme, T; Jarvela, S. , 2005: 55-59) ، ودراسة (Vuorela, M; Nummenmaa, L. , 2004: 430) ، ودراسة (Warren, T; Henriksen, P. N.; Ramsier, R. D. 2003: 415) ، ودراسة (Chang, J. , 2002: 19) ، والتي أكدت على ضرورة عدم اقتصار برامج التعليم الجامعي على الإلقاء النظري والالتزام بالمحاضرات الروتينية, بل يجب أن تمتد هذه البرامج لتشتمل على الأنشطة المختلفة والمواقف المتنوعة مستغلةً كلما أمكن التقنيات الحديثة التي تسهم في بناء شخصية الطالب وصقل مواهبه وزيادة فاعليته, مع الأخذ في الاعتبار إزالة كل المعوقات التي تحد من مساهمة الطالب في هذه الأنشطة بمختلف أنواعها.
      ومن خلال معايشة الباحثتين[1] للواقع الفعلي للأنشطة الطلابية (الصفية / اللاصفية) في البيئة الجامعية الحالية، بسبب المعوقات التي تعيق إقامة الأنشطة ومشاركة الطالبات فيها.
      وبناءً على ذلك ركزت الدراسة الحالية في محاولة تقويم واقع الأنشطة الطلابية وتطويرها باستخدام وسائل وتقنيات التعليم في كليات البنات بجامعة طيبة. وتحاول هذه الدراسة الإجابة على الأسئلة التالية :
1.     ما الواقع الفعلي للأنشطة الطلابية (الصفية / اللاصفية) في البيئة الجامعية الحالية؟
2.     ما معوقات إقامة الأنشطة ومشاركة الطالبات فيها؟
3.     ما التأثير المتوقع لوسائل وتقنيات التعليم على ممارسة الطالبات للأنشطة الجامعية والتي تجعل البيئة الجامعية جاذبة لهن؟
أهمية الدراسة:
ترجع أهمية هذه الدراسة إلى الآتي:
1.    قد تساهم نتائج الدراسة في إلقاء الضوء الواقع الفعلي للأنشطة الطلابية الحالية.
2.    محاولة معرف معوقات إقامة الأنشطة ومشاركة الطالبات فيها.
3.    قد تساهم نتائج الدراسة في إلقاء الضوء على التأثير المتوقع لوسائل وتقنيات التعليم على ممارسة الطالبات للأنشطة الجامعية والتي تجعل البيئة الجامعية جاذبة لهن .
4.    محاولة التوصل إلى توصيات ومقترحات لدعم وتوجيه وتفعيل الأنشطة الجامعية.
5.    قد تفيد صناع القرار في تحديد الية لتطوير الأنشطة الطلابية.
أهداف الدراسة:
تهدف الدراسة الحالية إلى محاولة التعرف على:
1.     الواقع الفعلي للأنشطة الطلابية (الصفية / اللاصفية) في البيئة الجامعية الحالية.
2.     معوقات إقامة الأنشطة ومشاركة الطالبات فيها.
3.     التأثير المتوقع لوسائل وتقنيات التعليم على ممارسة الطالبات للأنشطة الجامعية والتي تجعل البيئة الجامعية جاذبة لهن.
مصطلحات الدراسة:
الأنشطة الطلابية: يعرف النشاط الطلابي على أنه " ذلك البرنامج الذي تنظمه المدرسة متكاملاً مع البرنامج التعليمي والذي يقبل عليه الطلاب برغبتهم بحيث يحقق أهدافاً تربوية معينة داخل الفصل أو خارجه, وفي أثناء اليوم الدراسي أو بعد انتهاء الدراسة, على أن يؤدي ذلك إلى نمو في خبرة الطالب وتنمية هواياته وقدراته في الاتجاهات التربوية والاجتماعية المرغوبة" (سمعان ومرسي,1989 : 260-261)  ويعرف على أنه "خطه مدروسة ووسيلة إثراء المنهج وبرنامج تنظمه المؤسسة التعليمية يتكامل مع البرنامج العام يختاره المتعلم ويمارسه برغبة وتلقائية بحيث يحقق أهداف تعليمية وتربوية وثيقة الصلة بالمنهج المدرسي أو خارجه، داخل الفصل أو خارجه خلال اليوم الدراسي أو خارج الدوام مما يؤدي إلى نمو المتعلم في جميع جوانب نموه التربوي والاجتماعي والعقلي والانفعالي والجسمي واللغوي ... مما ينجم عنه شخصية متوافقة قادرة على الإنتاج " (محمود, 1998: 18) ومما تقدم يمكن تعريف النشاط الطلابي اجرائياً على أنه " البرامج والأنشطة التي تنظمها الجامعة والتي تقبل عليها الطالبات وفق قدراتهم وميولهم ورغباتهم وإمكانياتهم ويشبع حاجاتهم بحيث يحقق هدف تربوي واضح داخل القاعات الجامعية وخارجها وداخل الجامعة وخارجها".
تقنيات التعليم: تعرف تقنيات التعليم على أنها "عملية منهجية منظمة في تصميم عملية التعليم, والتعلم, وتنفيذها, وتقويمها, في ضوء أهداف محددة تقوم أساساً على نتائج البحوث في مجالات المعرفة المختلفة, وتستخدم جميع المواد المتاحة البشرية, وغير البشرية, للوصول إلى تعليم أكثر فاعلية وكفاية" ( الحيلة, 2008: 57) وتعرف على أنها "تفاعل منظم بين كل من العنصر البشري المشارك في عملية التعليم, والأجهزة والآلات والأدوات التعليمية, والمواد التعليمية, بهدف تحقيق الأهداف التعليمية, أو حل مشكلات التعليم" ( يوسف, 1999: 20) والمقصود باستخدام وسائل وتقنيات التعليم في الأنشطة الطلابية اجرائيا هو "استخدام التطبيقات التكنولوجية والوسائل التعليمية على أساس الخبرات التي تهيئها عن طريق العمل والممارسة الفعلية من قبل الطالبات وهي (رموز لفظية _ رموز بصرية - خبرة سمعية (تسجيلات) - خبرة بصرية ثابتة -خبرة سمعية بصرية ثابتة-  خبرات سمعية بصرية - متحركة (تليفزيون)- المعارض والمتاحف- الرحلات التعليمية- البيان العملي والعروض العملية- الخبرات الممثلة و نمذجة المواقف- الخبرات المعدلة (الأشياء والنماذج والعينات) - الخبرات المباشرة) والاستفادة منها, في إعداد وتنفيذ الأنشطة الطلابية في التعليم الجامعي, بهدف تحقيق الأهداف التعليمية"
الإطار النظري:
      لقد اهتمت المناهج الحديثة اهتماماً بالغاً بالأنشطة الطلابية التي تمثل جانباً مهماً من جوانب العملية التعليمية التي أصبحت اليوم شمولية تكاملية, لا تقتصر على ما يتم تدريسه في الصف, ولا على الجهد الذي يبذله المعلم, أو على الوسائل المساندة للعملية التعليمية وحدها, كما لم تعد العملية التعليمية حصراً على قاعات التدريس, بل تجاوزت ذلك إلى مشاركة المؤسسات التربوية, والاجتماعية, والثقافية من بيت, ووسيلة إعلامية, وتثقيفية, فبتغير النظرية التربوية من الاهتمام بتخزين المعلومات إلى نمو القدرات الشخصية والاجتماعية, بدأ الاهتمام بنشاطات الطلاب كوسيلة للتعليم, وتغيرت النظرة إلى القيم التربوية لهذه الأنشطة, وأصبحت النظرة إليها على أنها ذات أهمية بالغة, حتى إنها أدمجت في البرنامج الدراسي إلى جانب المواد الدراسية. (الأحمري, 2008: 3) ولابد من التمييز بين نوعين أساسين من الأنشطة المصاحبة هما: الأنشطة الصفية, وهي التي يقوم بها المعلم والمتعلم كجزء أساسي في منظومة التدريس, داخل حجرات الدراسة, ويطلق عليها البعض اسم الأنشطة المنهجية. أما النوع الثاني فيعرف بالأنشطة غير الصفية, وهي التي يقوم بها المتعلم غالباً بتوجيه من المعلم, داخل المؤسسة التعليمية أو خارجها, وبشكل غير إجباري, لدعم وإثراء الخبرات التعليمية التي يكتسبها. (يوسف, 1999: 137)
أهمية النشاط الطلابي:
      كل برنامج يتم تنفيذه هو في أصله يحقق أهمية والتي لا بد أن تكون مرسومة وواضحة, والنشاط الطلابي له أهمية بالغة لا تقل عن أهمية ما يحدث داخل القاعات الدراسية إذ أنه يعتبر وسيلة من الوسائل الفعالة لتحقيق الأهداف التربوية ويمكن تلخيص أهمية النشاط الطلابي فيما يلي:
1.    النشاط الطلابي مجال خصب لتعبير الطلاب عن ميولهم وإشباع حاجاتهم, ومما لا شك فيه أن إشباع حاجات الطلاب عامل من العوامل التي تحببهم في الدراسة وتمنعهم من الجنوح والتمرد.
2.    من خلال النشاط الطلابي يتعلم الطلاب أشياء يصعب تعلمها داخل القاعات الدراسية, فعن طريق هذا النشاط يمكن أن يزود الطلاب بالخبرات العديدة الخلقية والعلمية والعملية التي لا يتاح لهم اكتسابها داخل القاعات الدراسية, مثل التعاون مع الغير, وتحمل المسؤولية, وضبط النفس, والمشاركة في اتخاذ القرار, والتخطيط وغير ذلك من الأشياء التي من شأنها تدعيم شخصية الطالب.
3.    ينمي النشاط الطلابي استعدادات الطلاب للتعلم, ويجعلهم أكثر قابلية لمواجهة المواقف التعليمية المتعددة.
4.    يساهم النشاط الطلابي الهادف في تحقيق أهداف المنهج الدراسي, وحفز الطلاب في مجال التحصيل العلمي, وقد توصلت دراسة (سالم, 2002) ودراسة ( صائغ, 2006) أن هناك أثر واضح للنشاط الطلابي على تحصيل الطلاب.
5.    يساهم النشاط الطلابي في تعزيز ثقة الطالب بنفسه, وقد أشارت دراسة (Gullen,2000) إلى أن الطلاب الذين شاركوا في الأنشطة الطلابية ازداد احترامهم وثقتهم بأنفسهم.
6.    يساهم النشاط الطلابي في إكساب الطلاب خبرات اجتماعية في تكوين العلاقات الإنسانية السليمة, وفي تنمية أفكارهم وأساليبهم وخلق المنافسة الشريفة بينهم, وقد بينت دراسة (الخراشي 2004) أن الأنشطة الطلابية الجامعية لها تأثير كبير في عملية إكساب وتنمية المسؤولية الاجتماعية للطلاب كجانب أساسي في بناء شخصياتهم.
7.    يساهم النشاط الطلابي مساهمة فعالة في تنمية ميول الطلاب وتوجيههم التوجيه السليم. (الحقيل, 1996: 289-290)
الواقع الفعلي للأنشطة الطلابية (الصفية / اللاصفية) في الجامعات السعودية:
      تبذل الجامعات من خلال إداراتها المختلفة جهوداً مكثفة من أجل تفعيل مختلف الأنشطة الطلابية كجزء من مسؤولياتها تجاه الطلاب وذلك من خلال ما هيئته من إمكانات ضخمة في مقارها لمزاولة تلك الأنشطة وهذه الأنشطة هي:
1.    النشاط الثقافي: ويهدف إلى تنمية فكر الطالب وإكسابه العلوم والمعارف التي تزيد من فهمه وتوثق علاقته بتراث أمته من خلال المحاضرات والندوات والصحف والمجلات والمسابقات ذات الطابع الثقافي.
2.    النشاط العلمي: من خلال تشجيع المبتكرات العلمية والأفكار الإبداعية, ورعاية الموهوبين والمتميزين من الطلاب وحثهم على التفكير العلمي المتميز.
3.    النشاط الاجتماعي: ويقصد به تلك البرامج الأنشطة التي تهدف إلى إيجاد علاقات اجتماعية بين الطلاب تحقق الأهداف التربوية, وتوجد التوافق النفسي والاجتماعي بينهم ومع أساتذتهم وذلك من خلال الزيارات الميدانية والمراكز الصيفية والرحلات الداخلية والخارجية وخدمة البيئة والمشاركة في أسابيع التوعية العامة, ومراكز النشاط الرمضاني.
4.    النشاط الرياضي: وهو الإشراف على تنفيذ البرامج الرياضية التي تشمل الألعاب الجماعية والفردية مثل كرة القدم والسلة والطائرة واليد واختراق الضاحية وتنس الطاولة والدراجات والسباحة وألعاب القوى ولعبة الدفاع عن النفس ويمارس النشاط الرياضي إما بشكل حر عام أو من خلال منافسات ومباريات منظمة وفق جدولة زمنية تحث الطالب على المشاركة وتدفعه إلى مزيد من العطاء والمشاركة.
5.    النشاط الكشفي: يتولى قسم النشاط الكشفي وضع البرامج المتنوعة لنشاط الجوالة في الوحدات التعليمية والتي تشمل النواحي التربوية والفكرية والثقافية والكشفية والجسمية من خلال الدورات والدراسات الكشفية متعددة المستويات لتأهيل الطلاب في المجال الكشفي على مستوى الجامعات السعودية وجمعية الكشافة العربية السعودية, وكذا المشاركة في معسكرات خدمة حجاج بيت الله الحرام في مواسم الحج.
6.    النشاط الفني: ويشمل تلك البرامج الأنشطة ذات الطابع الفني مثل الفنون التشكيلية والمسرحية والتصوير والخط العربي والأعمال اليدوية وتجري من خلالها عدد من المسابقات والمنافسات لتنمية مواهب الطلاب في هذا المجال, والنشاط الفني مجال خصب لتذوق الجمال والإبداع, وتقدير قيمة العمل الفني وغرس الميول المهنية واحترام العمل اليدوي.
7.    المراكز الخاصة: وهي تلك الأنشطة والبرامج والخدمات التي تقدم لذوي الاحتياجات الخاصة ممن يتعذر عليهم المشاركة في البرامج العامة للنشاط.(الصبيحي,2001: 71)
معوقات إقامة الأنشطة الطلابية ومشاركة الطلاب فيها:
      بالرغم من الأهمية التي تحتلها الأنشطة الطلابية في الجانب التربوي فإنه قد يواجهها العديد من المصاعب والمعوقات التي تطفئ بريقها وتعيق انتشارها وتطبيقها في الجامعات, وقد بينت كثير من الدراسات العديد من هذه المعوقات, ويمكن تلخيص معوقات النشاط الطلابي في النقاط التالية:
1.        عدم وضوح الهيكل التنظيمي أو التوصيف الوظيفي للعاملين في مجال النشاط.
2.        عدم الإيمان الحقيقي بقيمة الأنشطة وأهميتها ويتضمن ذلك في أن كليات التربية لا تتضمن برامجها إعداداً حقيقياً للمعلم لممارسة الأنشطة بأنواعها ممارسة تتصل بالمناهج الدراسية.
3.        عدم توفير الإمكانات المادية المناسبة لتحقيق متطلبات الأنشطة فالمباني الدراسية في بعض الأحيان لا تتناسب والأنشطة المطروحة كذلك ميزانيات النشاط ضئيلة.
4.        عدم القدرة على تنظيم الأنشطة وهذا القصور يرجع إلى الانشغال بالتدريس.(نصيف )
5.        قلة توفر الكفاءات الإدارية والفنية المتخصصة في مجال النشاط.
6.        افتقار العديد من الكفاءات المزودة بالخبرات بسبب سياسات التدوير الوظيفي في ظل عدم توفر البديل المناسب.
7.        قلة إجراء الدراسات والأبحاث العلمية عن الأنشطة الطلابية.
8.        عدم تزويد القائمين على الأنشطة بالدراسات والنتائج والتوصيات.
9.        عدم وجود دورات تدريبية متخصصة للعاملين في النشاط الطلابي.
10.   عدم تخصيص أوقات محددة في الجدول الدراسي لممارسة الأنشطة.
11.   عزوف أعضاء هيئة التدريس والطلاب عن ممارسة النشاط والمشاركة فيه.
12.   نمطية البرامج المقدمة وافتقادها لعناصر التنويع والتشويق والإعلام. (الحربي, 2001, 599-600)
استخدام وسائل وتقنيات التعليم في الأنشطة الطلابية:
      تستخدم التقنيات التعليمية لتحقيق أكبر قدر ممكن من الكفاية التعليمية والتدريبية في المجالين الكمي والنوعي, مستهدفة بنية التعليم والتدريب, ومحتواها, لذا فهي نتاج البحث عن أساليب, وطرائق, وأدوات تعليمية, وتدريبية تمكننا من تحقيق تعليم أكبر عدد ممكن من الأفراد, أو الطلبة, على نحو أفضل, وأسرع, وأجدى, وبجهد وكلفة أقل, واستخدام التقنيات التعليمية يؤدي إلى إفادة التعليم والتدريب من نتاج التقدم العلمي والتقني الذي يشهده العالم في شتى ميادين النشاطات والفعاليات الإنسانية. (الحيلة, 2008: 57)
       وتبرز علاقة التقنيات بالأنشطة الطلابية في ثلاث منحنيات هي:
المنحى الأول: هو أن الوسائل التعليمية والنشاط المصاحب كليهما من مكونات المنهج، يؤثر كل منهما ويتأثر بباقي المكونات التي تتشكل منها منظومة المنهج.
المنحى الثاني: هو أن النشاط الصفي أو غير الصفي قد يكون هو نفسه وسيلة تعليمية، فالمعلم قد يرسم رسوماً توضيحية عديدة خلال تدريسه لموضوع معين، كما أنه قد يجري عرضاً علمياً توضيحياً لموضوع آخر. وقد يكلف تلاميذه بعمل بعض اللوحات أو الصور أو الخرائط أو النماذج أو يكلفهم بجمع العينات، أو إعداد معرض تعليمي، أو لعب أدوار في مسرحية أو تمثيلية تعليمية, وفي جميع هذه الحالات يكون النشاط الذي يقوم به المعلم أو المتعلم في حد ذاته وسيلة تعليمية.
المنحى الثالث: هو أن التقنيات التعليمية قد تستخدم لتنفيذ العديد من أنشطة المنهج الصفية وغير الصفية، فلتنفيذ معرض تعليمي أو التخطيط لزيارة أو رحله تعليمية، يمكن عرض فيلم تعليمي أو صور أو رسوم أو نماذج توضح كيفية القيام بهذا المعرض أو تلك الرحلة، والاستعدادات اللازمة لكل منها، الأمر الذي يفيد بشكل أساسي في تنفيذ مثل هذه الأنشطة على أفضل نحو، وعلى الجانب الآخر قد يتطلب استخدام الوسائل التعليمية على نحو صحيح القيام ببعض الأنشطة غيرالصفية، كالاطلاع على أحدث الكتب والمراجع في هذا الشأن، والقيام بزيارات ميدانية للمعارض ومنافذ بيع هذه الوسائل، وعقد لقاءات مع الخبراء والمختصين والتدريب الفني على استخدام مثل هذه الوسائل. ( صبري, 1999: 136)
تصنيف الأنشطة الطلابية باستخدام تقنيات التعليم:
صنفت الأنشطة الطلابية تصنيفات متعددة، وفيما يلي بعض هذه التصنيفات:
1- التصنيف على أساس المشاركين في النشاط ، كما يلي:
أ- أنشطة المجموعات الكبيرة، مثل: المناقشات الصفية، الاستماع لشرح المعلم، القيام برحلة تعليمية، مشاهدة فيلم أو عرض عملي.
ب- أنشطة المجموعات الصغيرة، مثل: نقاش المجموعات الصغيرة، المشاركة في مشروع، المشاركة في إجراء تجارب علمية أو غيرها من الأنشطة المعملية.
ج- أنشطة فردية، مثل: الفحص المجهري للعينات، كتابة تقرير أو مقالات فردية ، جمع صور أو عينات من البيئة المحلية، الأنشطة الفردية التي تمارس باستخدام  الحقائب التعليمية أو في معمل اللغة .
 2- التصنيف على أساس موقع الأنشطة من الدرس كما يلي :
أ- أنشطة تمهيدية في بداية الدرس، مثل: عرض صورة أو رسم أونموذجأ وعينة أوعـرض  لوحة تعليمية أو فيلم تعليمي قصير، إجراء تجربة بسيطة أو سرد قصة قصيرة.
ب- أنشطة بنائية وتلي عادة الأنشطة التمهيدية، وتستغرق معظم وقت الدرس، مثل: الشرح النظري، العروض التوضيحية، المناقشة، القراءة الصامتة أو الجهرية، الاستماع  إلى تسجيل صوتي، عمل رسوم، تدريبات على عمليات حسابية  أو تطبيق قانون أو نظرية.
ج- أنشطة ختامية، مثل: كتابة الملخص السبوري أو إملائه، مناقشة، مراجعة الواجبات المنزلية وتصحيحها.
3- التصنيف على أساس الأماكن التي تتم فيها الأنشطة، كما يلي:
أ- أنشطة تتم داخل حجرة الفصل، مثل: القراءة، المناقشة، العروض التوضيحية، المشاركة في معرض الفصل، المشاركة في تمثيليات الفصل، عمل مجلة الفصل، عمل رسوم، تدريبات عملية على العمليات الحسابية أو استخدام الأدوات والأجهزة التعليمية.
ب- أنشطة تتم خارج حجرة الدراسة، مثل: الأنشطة التي تمارسها جماعة الإذاعة المدرسية، جماعة العلوم، جماعة الرياضيات، جماعة التصوير، الجماعة الدينية، المشاركة في المعارض والندوات المدرسية، الأنشطة الرياضية.
ج- أنشطة تتم خارج المدرسة، مثل: المشاركة في الرحلات، مقابلات شخصية مع بعض المسئولين، المشاركة في مشاريع خدمة البيئة .
  5- التصنيف وفقاً للأهداف التعليمية المراد تحقيقها ، كما يلي:
أ- أنشطة للحصول على المعلومات، مثل:
- قراءة الكتب والمجلات والصحف والقصص.
- الرجوع إلى المصادر والوثائق الأصلية.
- الاستماع إلى المحاضرات أو الندوات.
- مقابلات شخصية مع مصادر بشرية للمعلومات.
- الحصول على معلومات عن طريق الملاحظة أو المشاهدة.
ب- أنشطة لتنمية بعض الاتجاهات والميول والقيم، مثل:
- عرض فيلم تعليمي أو صور.
- عرض القصص المصورة.
- المشاركة في التمثيليات التعليمية والمعارض.
ج- أنشطة لكسب المهارات وتنميتها، مثل :
- التدريب على استخدام الحاسب الآلي.
- التدريب على عمليات القياس.
- التدريب على تطبيق القوانين والنظريات والعمليات الحسابية.
- عمل رسوم أو نماذج لأشياء مختلفة.
- التدريب على استخدام الأدوات والأجهزة العلمية. (عبدالحميد, 2007: 69-71)
أدوار المعلم عند استخدامه لتقنيات التعليم في الأنشطة الطلابية تتمثل بالآتي: 
1-    دور الشارح باستخدام الوسائل التقنية: وفيها يعرض المعلم للمتعلم المحاضرة مستعينا بالحاسوب والشبكة العالمية والوسائل التقنية السمعية منها والبصرية لإغنائها ولتوضيح ما جاء فيها من نقاط غامضة، ثم يكلف الطلبة بعد ذلك باستخدام هذه التكنولوجيا كمصادر للبحث والقيام بالمشاريع المكتبية .
2-     دور المشجع على التفاعل في العملية التعليمية التعلمية: وفيها يساعد المعلم المتعلم على استخدام الوسائل التقنية والتفاعل معها عن طريق تشجيعه على طرح الأسئلة والاستفسار عن نقاط تتعلق بتعلمه، وكيفية استخدام الحاسوب للحصول على المعرفة المتنوعة، وتشجيعه على الاتصال بغيره من المتعلمين والمعلمين الذين يستخدمون الحاسوب عن طريق البريد الالكتروني، وشبكة الانترنت، وتعزيز استجابته.
3-    دور المشجع على توليد المعرفة والإبداع: وفيها يشجع المعلم المتعلم على استخدام الوسائل التقنية من تلقاء ذاته وعلى ابتكار وإنشاء البرامج التعليمية اللازمة لتعلمه كصفحة الويب، والقيام بالكتابة والأبحاث مع المتعلمين الآخرين وإجراء المناقشات. كل هذا يحتاج من المتعلم التعاون مع زملائه ومعلميه هذه الأدوار الثلاثة تقع على خط مستمر وتتداخل فيما بينها، وهي تحتاج من المعلم أن يتيح للمتعلم قدرا من التحكم بالمادة الدراسية المراد تعلمها، وأن يطرح أسئلة تتعلق بمفاهيم عامة ووجهات النظر أكثر مما تتعلق بحقائق جزئية، إذ أن المتعلم الذي يتحكم بالمادة التي يتعلمها يتعلم أفضل مما لو شرحها له المعلم كما أن المتعلم في هذه الحالة يتفاعل مع العملية التعليمية بشكل أكثر ايجابية مما لو ترك للمعلم فرصة التفرد بعملية التعليم والتحكم. ومع أن هناك بعض التضحيات من جراء إعطاء المتعلم فرصة التحكم بما يدرس إلا أن الربح المؤكد هو أن المتعلم يتعلم بطريقة صحيحة ويكتسب مهارة التعلم الذاتي، إذ أن المعلومات المشروحة له من قبل المعلم قد ينساها لأنها تتعلق بمعرفة نظرية، في حين قد لا ينسى الطريقة التي يتعلم بها من تلقاء نفسه، لأنها تتعلق بمهارة دائمة تظل معه مدى الحياة. (الفراجي,2005: 19-20)
الدراسات السابقة:
      تهدف الدراسة الحالي إلى التعرف على واقع ، لذا قام الباحثين باستعراض وتحليل الدراسات المرتبطة بهذا المجال، وتم تقسيم وعرض الدراسات إلى ثلاثة محاور رئيسية هي:
المحور الأول: الواقع الفعلي للأنشطة الطلابية.
المحور الثاني: المعوقات التي تحول دون إقامة الأنشطة الطلابية.
المحور الثالث: وسائل وتقنيات التعليم المستخدمة في الأنشطة الطلابية:
      وقد تم عرض دراسات كل محور وفقا للتسلسل التاريخي من الأحدث إلى الأقدم مع تقديم تعليق عام بعد عرض جميع المحاور. وفيما يلي عرض لبعض الدراسات العربية والأجنبية التي لها علاقة بموضوع الدراسة الحالية:
المحور الأول: الواقع الفعلي للأنشطة الطلابية
      دراسة (السبيعي 2005): والتي هدفت إلى التعرف على العوامل المؤدية إلى ضعف مشاركة الطلاب في الأنشطة الطلابية ووسائل التغلب عليها, وتحقيقاً لهذا الهدف استخدم الباحث استبانة لجمع المعلومات تم توزيعها على عينة بلغ حجمها (1200) طالب من كليات مختلفة في الجامعة, وتوصلت الدراسة إلى العديد من النتائج كان من أهمها أن نسبة الطلاب غير المشاركين في الأنشطة الطلابية عالية جداً تراوحت بين (65.4%) إلى (93.6%) موزعة على مختلف الأنشطة, كما أن واقع مشاركة الطلاب في الأنشطة الطلابية ضعيف بصفة عامة, وأن الأنشطة الطلابية الأكثر ممارسة في الجامعة هي الأنشطة الاجتماعية يليها الأنشطة الرياضية يليها الأنشطة الثقافية.
      دراسة (العيسري والجابري, 2004): والتي هدفت إلى الكشف عن واقع الأنشطة التربوية وأثرها على التحصيل تحديد الصعوبات التي تواجه الطلاب والمعلمين في ممارسة  الأنشطة التربوية. واستخدمت الدراسة استبانة تقيس واقع الأنشطة والمعوقات التي تحول دون إقامتها ووجهت الاستبانة للطلاب والمعلمين. وتكونت عين الدراسة من (220) طالب و (130) معلم, وتوصلت الدراسة إلى عدد من النتائج من أهمها أن هناك صفات للواقع الحالي للأنشطة الطلابية حصلت على نسب مرتفعة أن الأنشطة المدرسية متنوعة، وأن الإدارة المدرسية تحفزهم على ممارستهم للأنشطة المدرسية، وكذلك المعلمون يشجعونهم على ممارسة الأنشطة المدرسية، وأن الأنشطة المدرسية تساعدهم على التفوق والنجاح, وتوصلت أيضاً إلى أن هناك صفات للواقع الحالي للأنشطة الطلابية حصلت على نسب منخفضة هي أن الأنشطة المدرسية التي يمارسونها كافية، وأن معظم الأنشطة المدرسية ترتبط بالمواد الدراسية التي يتعلمونها، وأنه يتم تعريفهم بفائدة ممارسة الأنشطة في زيادة التحصيل الدراسي.  
      دراسة (الدعيج, 2002): والتي هدفت إلى البحث عن أسباب عزوف طلبة جامعة الكويت عن ممارسة الأنشطة الطلابية المتاحة بالجامعة. وتحقيقاً لهذا الهدف أعد الباحث استبانة لقياس أهم معوقات تنفيذ الأنشطة الطلابية بالجامعة وتحد من استفادة الطلبة منها, ثم طبق هذه الأداة على عينة مكونة من (200) طالباً ممن شاركوا في الأنشطة طيلة العام في مختلف الكليات في الجامعة, وقد أشارت النتائج إلى أن 70% من الطلبة لا يشاركون في الأنشطة مما يدل على تدني ملحوظ في ممارسة طلبة الجامعة للأنشطة الطلابية, وبينت كذلك أن من معوقات إقامة الأنشطة الطلابية هو عدم معرفة الطالب بمواعيد وأماكن ممارسة الأنشطة, وشعور الطالب بالخجل, وزيادة العبء الدراسي على الطالب, والتعارض بيم مواعيد الدراسة والأنشطة, وعدم تشجيع أعضاء هيئة التدريس للطلبة الذين يمارسون الأنشطة, وعدم التجديد في الأنشطة, وعدم وجود حوافز مادية ومعنوية, وسيطرة مجموعة من الطلبة على الأنشطة الطلابية, وأسباب تتعلق بالجانب الفني, وأسباب تتعلق بنقص الإمكانات والأدوات اللازمة لممارسة الأنشطة.
المحور الثاني: المعوقات التي تحول دون إقامة الأنشطة الطلابية
      دراسة (موسى, 2008): والتي هدفت إلى تقويم الأنشطة الطلابية  بكلية المعلمين بجامعة الملك سعود، وبالتالي التعرف على أبرز الصعوبات التي تواجه تلك الأنشطة، ومن التوصل إلى بعض المقترحات التي قد تزيد من مستوي تفعيل تلك الأنشطة بالكلية. واستخدمت الدراسة استبانة وجهت لطلاب كلية المعلمين, والتي طبقت على عينة مكونة من(362) طالباً من شعب متنوعة, وتوصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج كان من أهمها أن من أكثر الصعوبات التي تواجه الأنشطة الطلابية مرتبة على التوالي من الأكثر إلى الأقل.
-    كثرة المقررات وتعارض مواعيدها مع ممارسة الأنشطة
-    ضعف عوامل الجذب في الأنشطة
-    اقتناعي أن الأنشطة تؤدي إلي مضيعة الوقت
-    عدم وجود دليل بالأنشطة وأهدافها في الكلية
-    عدم تشجيع أعضاء هيئة التدريس الطلاب لممارسة الأنشطة
-    قلة الأماكن المخصصة لممارسة الأنشطة في الكلية
-    عدم وجود محفزات لتشجيع الطلاب علي الاشتراك في الأنشطة
-    ضعف الميزانية المخصصة للأنشطة
-    وجود أنشطة منافسة خارج الكلية
-    عدم تشجيع الأسرة أبناءها لممارسة الأنشطة
      دراسة (الشمري، 2006): والتي هدفت إلى التعرف على الاتجاهات الحديثة المتعلقة بطبيعة الأنشطة التربوية ومعرفة مدى تحقق هذه الأنشطة وتحديد المعوقات التي تواجهها, واستخدمت الدراسة أربع أدوات هي الاستبانة والمقابلة والملاحظة وورش العمل, والتي طبقت على عينة مكونة من (223) من مختلف المدراء والوكلاء والمعلمين والطلاب ورواد النشاط ومشرفي النشاط بمنطقة حائل, وقد توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج كان من أهمها أن أبرز معوقات الأنشطة التربوية هي ازدحام اليوم الدراسي بالمقررات, ونقص الأدوات والأجهزة والخامات المخصصة للنشاط, واعتبار المقرر الدراسي أهم من النشاط, وقلة الوقت المخصص للنشاط وميل كثير من الطلاب لأنواع معينة من النشاط.
      دراسة (الغبيوي, 2005): والتي هدفت إلى التعرف على مدى تحقيق الأنشطة الطلابية لأهدافها, والتعرف على خصائص أساليب تنفيذها, وكيفية تقويمها, والوقوف على الإمكانات والتسهيلات المتوفرة لممارستها, والتعرف على المعوقات التي تحول دون تحقيق الأنشطة الطلابية لأهدافها. واستخدمت الدراسة استبانة لجمع المعلومات, وتوصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج كان من أهمها أن من أكثر معوقات النشاط الطلابي والتي احتلت درجة موافقة عالية هي عدم تشجيع أولياء الأمور لأبنائهم, وعدم توفر الإمكانيات المادية والبرامج التدريبية والأماكن المناسبة اللازمة للنشاط الطلابي, وعدم معرفة المعلم للنشاط والإعداد الضعيف له في مجال المهارات, ونقص الأدلة والتعليمات وضعف الرغبة لدى الطلاب في ممارسة النشاط, وعدم عناية المدير بالنشاط الطلابي.
      دراسة (الخراشي, 2004): والتي تهدف إلى الكشف والتعرف على الأنشطة الطلابية الجامعية وأهميتها في إكساب وتنمية المسؤولية الاجتماعية لدى الطلاب, ومدى تأثير هذه الأنشطة والبرامج المتاحة على شخصية الطالب الجامعي. واستخدمت الدراسة مقياس المسؤولية الاجتماعية وإجراء مقابلات شبه مقننة, وطبقت هذه الأدوات على عينة مكونة من (149) طالباً من جميع الكليات والأقسام والمستويات داخل الجامعة. وتوصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج كان من أهمها أن من معوقات الأنشطة الطلابية هي عدم التعاون والمشاركة من قبل الطالب مع غيره, وعدم توفر الأدوات والمنشآت اللازمة لممارسة الأنشطة.
المحور الثالث: وسائل وتقنيات التعليم المستخدمة في الأنشطة الطلابية:
      دراسة (Scharfenberg, F; Bogner, FX.; Klautke, S. , 2008): هدفت الدراسة إلى تحليل الأنشطة الطلابية القائمة على تقنيات الفيديو والوسائل السمعية البصرية المتحركة في الأنشطة اللاصفية.
استخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي، وتكونت عينة الدراسة من طلاب المرحلة الجامعية. وطلب الباحثين مجموعة من المشاريع والأنشطة القائمة على تقنيات الفيديو والوسائل السمعية البصرية المتحركة من الطلاب عينة الدراسة، والذين اشتركوا باختيارهم، وتم توفير الأجهزة لهم، وطلب منهم القيام بعمل عروض تليفزيونيه وسينمائية بالصور المتحركة والرسوم واستخدام المؤثرات الصوتية والألوان. بتصوير مشاهد الأحداث الحية والجارية في نفس لحظة وقوعها، ومن ثم عرض أفلامهم المصورة على القنوات التعليمية خارج نطاق الجامعة.
      توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج من أهمها الأثر الايجابي للأنشطة الطلابية القائمة على تقنيات الفيديو والوسائل السمعية البصرية المتحركة، فقد لاقت مشاريع الطلاب نجاح ومشاهدة كبيرة من قبل زملائهم مما شجع إدارة الأنشطة على تكرار التجربة.
      دراسة (Fairclough, SJ.; Stratton, G. , 2006): هدفت الدراسة إلى التعرف على أثر التربية البدنية الرياضية في تحسين مستويات اشتراك الطلاب في الأنشطة الطلابية. استخدم الباحثين المنهج الوصفي التحليلي، وتكونت عينة الدراسة من طلاب وطالبات الجامعة بمختلف التخصصات يمثلون المستويات التعليمية والأقسام العلمية المختلفة بالجامعة.
      توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج من أهمها أن استخدام وسائل وتقنيات التعليم يزيد من مشاركة الطلاب في الأنشطة الرياضية، وذلك كالأفلام الرياضية التي تعرض بعض المباريات (كاراتيه – جمباز – كرة سلة – كرة قدم .....)، وكذا استخدام لوحة النشرات أو المعلومات والسبورة المغناطيسية كمكان لعرض أخبار المباريات الرياضية.
      دراسة (Hurme, T; Jarvela, S. , 2005) : هدفت الدراسة إلى التعرف على أثر الاشتراك في الأنشطة الطلابية باستخدام الكمبيوتر في حل المشكلات بشكل تعاوني. استخدم الباحثان المنهج الوصفي التحليلي، وتكونت عينة الدراسة من 45 طالبا من طلاب قسم الرياضيات. وكانت أدوات الدراسة عبارة عن استبانه تكونت من أسئلة مفتوحة وزعت على أفراد العينة بهدف الوصول إلى مزايا ومبررات استخدام الحاسب الآلي في الأنشطة الطلابية من وجهة نظر الطلاب أنفسهم.
      توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج من أهمها أن الحاسب الآلي أداة مناسبة في الأنشطة الطلابية لجميع فئات الطلاب سواء الموهوبين منهم والعاديين أو بطيئي التعلم كلٌ  حسب مستواه وقدراته ومهاراته ودوافعه وسرعة تعلمه وانضباطه وقدرته على حل المشكلات. ويقوم بتنمية اتجاهات الطلاب نحو بعض المواد المعقدة كمادة الرياضيات، ويقوم بعرض الموضوعات ذات المفاهيم المرئية أو المصورة  Visual Concepts كالخرائط وأنواع الحيوانات والنباتات والصخور والرسوم البيانية بألوانها الطبيعية و بالبعد الثالث، ويوفر بيئة تعليمية تفاعلية بالتحكم والتعرف على نتائج المدخلات في الحال. كما يشجع الطلاب في الأنشطة على العمل لفترة طويلة ودون ملل وذلك لأن البرامج التي تعتمد على العمل الجماعي تُعتبر أكثر فعالية، كما يعمل الحاسب الآلي على تهيئة مناخ البحث والاستكشاف أمام الطالب كي يختار الأسئلة التي سيجيب عليها والمصادر التعليمية التي سيستعين بها.
      دراسة Vuorela, M; Nummenmaa, L. , 2004) ): هدفت الدراسة إلى التعرف على تأثير الأنشطة الطلابية المعتمدة على الانترنت في المجتمع الجامعي من خلال تقصي لائحة النشاط الطلابي في بيئة شبكة الانترنت. استخدم الباحثان المنهج الوصفي التحليلي، وتكون مجتمع الدراسة من ( 13 ) كلية وتحليل لائحة النشاط الطلابي في التعليم على بيئة شبكة الانترنت. وكانت أدوات الدراسة عبارة عن المقابلة عن طريق المحادثة عن طريق الانترنت مع المسئولين القائمين على الأنشطة الطلابية في الثلاثة عشر كلية ، واستبانه تكونت من أسئلة مفتوحة تضمنت الاستبانة المحاور التالية: (مصادر تأثير الأنشطة الطلابية بشبكة الانترنت – أهداف استخدامها – والسلبيات التي تحدثها على المجتمع الجامعي – وعوائق استخدامها).
      توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج من أهمها التأثير الايجابي للأنشطة الطلابية المعتمدة على الانترنت في جعل بيئة المجتمع الجامعي جاذبة للطلاب، وان 79٪ يستخدمون الانترنت للبريد الالكتروني للدراسة والاشتراك في الأنشطة، كما كشفت نتائج الدراسة عن عوائق استخدامها حيث شكلت العوائق المادية المرتبة الأولى ثم الأمية المعلوماتية والسلبيات التي تحدثها الانترنت في المجتمع تأتي عائقا ثالثا، كما يرى مجتمع الدراسة ضرورة وجود شبكة انترنت خاصة بالأنشطة الطلابية وربطها مع باقي الكليات لتشجيع أعضاء هيئة التدريس والطلبة لممارسة الأنشطة.
      دراسة (Warren, T; Henriksen, P. N.; Ramsier, R. D. 2003): هدفت الدراسة إلى التعرف على أثر الاستخدام المتزايد للأنشطة الطلابية البصرية، وذلك على مستوى طلاب وطالبات الجامعة في المرحلة الجامعية الأولى (البكالوريوس) بالكليات المختلفة. استخدم الباحثين المنهج الوصفي التحليلي، وتكونت عينة الدراسة من (1500) طالب وطالبة يمثلون المستويات التعليمية والأقسام العلمية المختلفة بالجامعة. وكانت أداة الدراسة عبارة عن استبانه مكونة من ثلاثة أقسام وهي:
·   الخبرة البصرية المتحركة (الصور المتحركة والتليفزيون): تشمل حركة الصور والرسوم واستخدام المؤثرات الصوتية والألوان وغير ذلك من أساليب الفن التليفزيوني والسينيمائي وتقنياته تجعل العروض أكثر حيوية، وأقرب إلى الواقع.
·  الخبرة البصرية الثابتة والصور الثابتة: تشمل الصور الثابتة تلك التي تمثل صور الأشياء في بعدين فقط، ولذا فهي تعتبر أكثر تجريدا من الأشياء الحقيقية أو النماذج.
·  الرموز البصرية: تشمل جميع الرسوم البيانية والأشكال التوضيحية والخرائط والجداول والرسوم الكاريكاتيرية.
توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج من أهمها إدراك الطلبة لأهمية الأنشطة البصرية المتحركة والثابتة والرموز المجردة كدعامة للدراسة العلمية، ولأهمية دور الأنشطة الطلابية البصرية في العملية التعليمية بالجامعة.
      دراسة (Chang, J. , 2002) : هدفت الدراسة إلى استقصاء قيمة التنوع في الأنشطة، وأثر هذا التنوع في اشتراك الطلاب في كلية المجتمع في الأنشطة الطلابية من وجهة نظر الطلبة أنفسهم، ومن وجهة نظر المسئولين القائمين على الأنشطة الطلابية. استخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي، وتكونت عينة الدراسة من (180) طالبا من طلاب كلية المجتمع Community College مع بداية الفصل الدراسي الثاني. وكانت أدوات الدراسة عبارة عن استبانه تكونت من أسئلة مفتوحة وزعت على أفراد العينة تضمنت الاستبانة الفئات الثلاث الرئيسية هي:
1- فئة الوسائل التي تعتمد على الخبرة المباشرة والتعلم بالعمل.
2- فئة الوسائل التي تعتمد على الخبرة الحسية البديلة والتعلم بالملاحظة.
3- فئة الوسائل التي تعتمد على الاستبصار المجرد والتعلم بالرموز.
      توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج من أهمها أن 76٪ من الطلاب هدف اشتراكهم في الأنشطة الطلابية هو التسلية والترفية والتنوع وحصولهم على الخبرة المباشرة Direct Experience وهي فئة الوسائل التي تعتمد على الخبرة المباشرة والتعلم بالعمل. وأن 63٪ يميلون للأنشطة ذات الخبرة المصورة Pictorial Experience كالألعاب والأفلام وهي فئة الوسائل التي تعتمد على الاستبصار والتعلم بالصور والرموز. وأن 65٪ من المسئولين القائمين على الأنشطة الطلابية في كلية المجتمع بينوا أن اثر الأنشطة المقامة في الكلية المتجددة والمستمرة والمتنوعة ايجابي وهو السبب الرئيس في زيادة اشتراك الطلاب بمختلف التخصصات والاهتمامات في الأنشطة.
التعليق على الدراسات السابقة:
1.  هدفت معظم الدراسات السابقة إلى إعطاء صورة للمستقبل في مجال العملية التعليمية وخاصة مرحلة ما بعد التعليم العام (التعليم الجامعي) وذلك من خلال ولوج التقنيات الحديثة في مجال التعلم والتعليم بشكل كبير وواسع.
2.  أجريت معظم الدراسات والبحوث السابقة على عينات مختلفة فمنها ما ركز على طلاب المرحلة الجامعية ومنها ماركز على الطلاب في التعليم العام ومنها ماركز على القائمين على الأنشطة وأعضاء هيئة التدريس ممن سبق لهم العمل في مجال الأنشطة الطلابية.
3.  أعتمد في الدراسات السابقة على مناقشات وملاحظات ورؤى الخبراء في مجال التعليم والتقنيات لإظهار الملامح المستقبلية التي سوف يكون عليها التعليم من خلال خبرتهم الواسعة في مجال التعليم.
4.  أوصت معظم الدراسات السابقة الاهتمام بالأنشطة الطلابية وتطويرها باستخدام وسائل وتقنيات التعليم.
5.  أتبعت الدراسات والبحوث السابقة المنهج الوصفي التحليلي من خلال الاستبيانات المقننة والمقابلات الشخصية، في حين اتفقت الدراسة الحالية مع الدراسات السابقة في المنهج الوصفي التحليلي من خلال استبانه مقننة شملت ثلاثة محاور رئيسة.
استفادة الدراسة الحالية من الدراسات السابقة في:
1- التعرف على أهم الخصائص المنهجية، والطرق اللازمة لدراسة مثل هذا الموضوع.
2- بناء أدوات الدراسة.
3- اختيار المنهج الملائم والمناسب لهذه الدراسة (المنهج الوصفي التحليلي).
4- معرفة الأساليب الإحصائية المناسبة لمعالجة نتائج الدراسة الحالية.
5- أن هذه الدراسة تأتي مؤكدة لبعض ما توصلت إليه الدراسات السابقة من نتائج، وموضحة لمدى الاختلاف مع بعضها الآخر باختلاف البيئة والمنهج.
إجراءات الدراسة:
      مجتمع وعينة الدراسة: مثل مجتمع الدراسة للعينة الأصلي الأولى : جميع طالبات كليات البنات بمختلف التخصصات والمراحل الدراسية في الكليات المختلفة بجامعة طيبة. وتم اختيار عينة عشوائية من هؤلاء الطالبات لتطبيق الاستبانة الأولى الخاصة بالطالبات عليهن، وبلغ حجم العينة (230) طالبة، وشملت العينة تخصصات متنوعة مثل :  اللغة الانجليزية – التاريخ – الجغرافيا – الدراسات الإسلامية – الاقتصاد المنزلي – اللغة العربية – رياض الأطفال – الكيمياء – الفيزياء – الرياضيات.
      كما مثل مجتمع الدراسة الأصلي للعينة الثانية : جميع أعضاء هيئة التدريس المشرفات على الأنشطة والإدارة العليا للأنشطة الطلابية في الكليات المختلفة بجامعة طيبة. وتم اختيار عينة قصدية من عضوات هيئة التدريس من المشرفات على الأنشطة الطلابية و من إداريات ووكيلات الأنشطة الطلابية في الكليات المختلفة لتطبيق الاستبانة الثانية الخاصة بمشرفات وإداريات الأنشطة عليهن ، وبلغ حجم العينة (23) عضواً .

  asuivre



[1] الباحثتين عضوات هيئة تدريس تخصص وسائل وتقنيات التعليم في كليات البنات واشتركن في الإشراف على الأنشطة الطلابية.